٢٩ عاماً
تتباهى الأرض العمانية باحتضان القلاع الشامخة، وتتزين جبالها بالكثير من الحصون و الأبراج التي تحكي تاريخا مجيدا و حضارة تليدة، هذه الصروح ستظل أيقونات يتفاخر بها كل عماني عاش في هذه الأرض الطيبة، وهو ما نراه عبر أبيات تغنى بها الشعراء، ولوحات أتقنها الفنانون، وصور أبدعها المصورون، وغيرهم كثيرون ممن أشاد بهذه المبانِ التي قامت منذ عشرات السنين.
ومع قيام النهضة العمانية، وتطور العمارة و العمران، ظل النهج العماني بقيادة قائده المفدى متوجهاً لتشييد بعض الأيقونات الجميلة بهويتها العمانية، ولعل أبرز هذه الأيقونات هو جامع السلطان قابوس الأكبر، وهي صرح عظيم غني عن التعريف عند العمانيين، و مقصد لجميع الزائرين، أصدر السلطان تعليمات بإنشاءه في العام ١٩٩٢م، وتم افتتاحه برعايته السامية في العام ٢٠٠١م.
وبالعودة لتأثير مثل هذه الأيقونات، فإن بعضها له طابع مميز يبقى في الذاكرة، وبالنسبة لي فقد كان لبرج الصحوة دائما ميزة فريدة بدأت منذ الطفولة، حيث كانت ساعة برج الصحوة مضرب الأمثال لدقة الوقت، فكان الشباب يتفاخرون بضبط ساعتهم على توقيت برج الصحوة، كما أن الهواتف العمومية التي كانت منتشرة في فترة الطفولة كانت بداخل كابينة على شكل برج الصحوة، هذا بالاضافة إلى كون البرج شعاراً يرمز لمسقط و عمان في بعض القنوات التلفزيونية عند إظهار حالة الطقس على سبيل المثال.
اليوم يكمل برج الصحوة ٢٩ عاماً منذ تشييده، وتظل الكلمات المحفورة على حجره التذكاري تحكي قصة عمانية جميلة تقول:
“احتلت عمان على مر التاريخ مركزا حضارياً مرموقاً، حيث أثرت و تأثرت بالحضارات المتنوعة في مختلف العصور، عاشت بعدها فترة من العزلة فصلتها عن مواكب الحضارة، حتى أشرق فجر الثالث و العشرين من يوليو سنة ١٩٧٠م بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم
حكم البلاد، فكسر أسوار عزلتها، وأعاد لها أهميتها التاريخية المرموقة. ويأتي برج الصحوة عرفاناً من الشعب العماني لقائده، وتخليداً لمسيرة جلالته الظافرة.
١٢ صفر ١٤٠٦ هـ ٢٧ أكتوبر ١٩٨٥م”
الحارث الحارثي
٢٧ أكتوبر ٢٠١٤م